الأعجاز العلمى

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

الاعجاز العلمى فى " الطب و علوم الحياة "

"بصمات الأصابع "

قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ﴾القيامة: 3, ﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ القيامة: 4

الدلالة النصية:
تشير الآية الكريمة إلى أن البنان يميز كل إنسان عن سواه، والبنان في اللغة أطراف الأصابع، وقد ثبت يقيناً أن بصمات الأصابع تميز كل إنسان، فاستخدمتها الجهات الأمنية دولياً لهذا الغرض.
وهكذا فإن إنكار كفار قريش البعث يوم القيامة قابله النص القرآني بأن الله قادر على أن يجمع عظام الميت، حيث رد عليهم رب العزة بأنه ليس قادراً على جمع العظام البالية فحسب، بل حتى على خلق وتسوية بنانه، هذا الجزء الدقيق الذي يعرّف عن صاحبه، والذي يميز كل إنسان عن الآخر مهما حصل له من الحوادث.

الحقيقة العلمية:
في عام 1823م اكتشف عالم التشريح التشيكي "بركنجي" (Purkinje) حقيقة البصمات ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان) تختلف من شخص لآخر، ووجد ثلاثة أنواع من هذه الخطوط: أقواس أو دوائر أو عقد أو على شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة، وفي عام 1858م أي بعد 35عاماً، أشار العالم الإنجليزي "وليم هرشل" (William Herschel) إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، مما يجعلها دليلاً مميزاً لكل شخص. وفي عام 1877م اخترع الدكتور "هنري فولدز" (Henry Faulds) طريقة وضع البصمة على الورق باستخدام حبر المطابع. وفي عام 1892م أثبت الدكتور "فرانسيس غالتون" (Francis Galton) أن صورة البصمة لأي إصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير رغم كل الطوارئ التي قد تصيبه، وقد وجد العلماء أن إحدى المومياء المصرية المحنًطة احتفظت ببصماتها واضحة جلية. وأثبت جالتون أنه لا يوجد شخصان في العالم لهما نفس التعرجات الدقيقة وقد أكد أن هذه التعرّجات تظهر على أصابع الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و120 يوماً. وفي عام 1893م أسس مفوّض اسكتلند يارد، "إدوارد هنري" (Edward Henry) نظاماً سهلاً لتصنيف وتجميع البصمات، لقد اعتبر أن بصمة أي إصبع يمكن تصنيفها إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسية، واعتبر أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص. وأدخلت في نفس العام البصمات كدليل قوي في دوائر الشرطة في اسكتلند يارد، كما جاء في الموسوعة البريطانية. ثم أخذ العلماء منذ اكتشاف البصمات بإجراء دراسات على أعداد كبيرة من الناس من مختلف الأجناس فلم يعثر على مجموعتين متطابقتين أبداً، ويتم تكوين بصمات البنان عند الجنين في الشهر الرابع، وتظل ثابتة ومميزة طوال حياته، والبصمات هي تسجيل للتعرّجات التي تنشأ من التحام طبقة الأدمة مع البشرة، وتختلف هذه التعرجات من شخص لآخر، فلا تتطابق أبداً بين شخصين، ولذلك أصبحت بصمات الأصابع دولياً هي الوسيلة المثلى لتحديد هوية الأشخاص
وجه الإعجاز:
وردت الإشارة في الآية الكريمة إلى العلاقة بين الفرد وتشكيلات بنائه المميزة التي لم تردك حقيقتها إلى القرن التاسع الميلادي وذلك عندما عُرف دورها في تحديد الهوية، وحسب نظام هنري الذي قام بتطويره مفوض اسكتلند يارد إدوارد هنري 1893م فإن بصمة أي إصبع يمكن تصنيفها إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسية بحيث تُعتبر أصابع اليدين العشرة وحدة كاملة في تصنيف بطاقة الشخص وتمييزه، وهنا نلاحظ أن الآية الكريمة في سورة العلق تتحدث أيضاً عن إعادة خلق بصمات الأصابع جميعها لا بصمة إصبع واحدة إذ أن لفظ "البنان" يُطلق على الجمع أي مجموع الأصابع، ولا غرابة أن يكون البنان إحدى آيات الله تعالى التي وضع فيها أسرار خلقه والتي تشهد على الشخص بدون التباس فتصبح شاهداً عليه كأصدق دليل.

المراجع : 
Related References:

Olsen, Robert D., Sr. (1972) “The Chemical Composition of Palmar Sweat”, Fingerprint and Identification Magazine Vol 53(10).
Y. Wang, Q. Hao, A. Fatehpuria, D. L. Lau and L. G. Hassebrook (2009) "Data Acquisition and Quality Analysis of 3-Dimensional Fingerprints" IEEE conference on Biometrics, Identity and Security, Florida.
Y. Wang, D. L. Lau and L. G. Hassebrook (2010) "Fit-sphere unwrapping and performance analysis of 3D Fingerprints", Applied Optics, Vol. 49, Issue 4, pp. 592-600, Feb. 2010.
Engert, Gerald J. (1964) "International Corner" Identification News Vol 14(1).
Fingerprints Reveal Drug Use, Chemical & Engineering News (2008), p. 34.
Berthold Laufer (1912) “History of the finger-print system,” Smithsonian Institution Annual Report.
Ashbaugh (1999), page 17; see also Laufer (1912).

Herschel, William J (1916). The Origin of Finger-Printing. Oxford University Press.
---------------------------------------------------------------------------------

"مراحل تكون اللبن"

قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾النحل: 66.

المعاني اللغوية:

الفرث هو ما في الكرش . وقيل : هو السرجين ما دام في الكرش.

قال بعض المفسرين أن معنى "من بين" أنها تعنى من بعض الفرث ثم من بعض الدم، على الرغم من عدم معرفتهم للكيفية التي لم يطلع عليها البشر إلا بعد قرون من نزول هذه الآية الكريمة.

أن لفظ "خالصاً" في الآية دليل آخر على أن مواد اللبن تخلص من بين الدم بعد أن خلصت من الفرث، وقد ألمح إلى هذا المعنى الطبري بقوله: (خلص من مخالطة الدم والفرث فلم يختلطا به).

الحقيقة العلمية:

بعد أن اكتشف الإنسان أسرار الهضم ومراحله ووظائف أعضاء الجهاز الهضمي والدورة الدموية ووظيفة القلب والأوعية الدموية ، وسيرها في الجسم وعلاقتها بالجهاز الهضمي وسائر أجزاء الجسم بما فيها ضروع اللبن والغدد اللبنية في الأنعام، تمكن الإنسان من معرفة طريقة تكون اللبن من الغذاء الذي تأكله الأنعام.

مراحل تكوين اللبن الخالص السائغ:

يتم تكوين اللبن في الأنعام بالتنسيق المحكم والتدرج الدقيق بين الجهاز الهضمي والجهاز الدوري والجهاز التناسلي عن طريق الغدد اللبنية في الضروع وغيرها من الأجهزة حيث جعل الله لكل جهاز وظيفة وأعمالاً خاصة يقوم بها ليتكون - في نهاية المطاف - اللبن الخالص السائغ للشاربين. ويمكن أن نجمل مراحل تكون اللبن كالآتي :

1. الهضم (Digestion): 

يتم الهضم على عدة أشكال فمنه الهضم (الحركي) والهضم الكيماوي والهضم الميكروبي بواسطة (خمائر) الميكروبات الموجودة في كرش الأنعام، تبدأ عملية الهضم في الفم بنوعيها : الهضم (الحركي) و (الخمائر) حيث يتم تقطيع مواد العلف بالمضغ، وخلطها باللعاب الذي يحتوي على أنزيم (الأميليز) الذي يقوم بهضم مبدئي ثم في المعدة المركبة حيث يتم هضم ميكانيكي وميكروبي وكيماوي. ثم يتم اجترار الكتلة الغذائية من الكرش إلى الفم ليعاد مضغها وخلطها باللعاب، ثم إعادة بلعها لتعمل عليها بكتريا الكرش فتحلل (السكريات) و(البروتينات)، ثم يحدث الهضم (الخمائري) في المعدة الحقيقية (بالببسين والرنين). وبعمليات الهضم هذه يتحول العلف إلى فرث. وبانتقال الفرث إلى الأمعاء الدقيقة تستمر عملية الهضم فيتعرض الفرث للإنزيمات الهاضمة في الأمعاء والبنكرياس والعصارة الصفراء في الكبد.وبهذا يتم تحليل الأطعمة المحتوية على الجزيئات المعقدة جداً إلى جزيئات بسيطة، فالنشا والسكريات المعقدة تتحول إلى سكريات بسيطة ، والدهون تتحول إلى أحماض دهنية ، والبروتينات تتحول إلى أحماض أمينية وببتيدات، أما الفيتامينات والأملاح والماء فلا تحتاج إلى هضم قبل امتصاصها، ويتحول الفرث الصلب بعد هضمه في الأمعاء إلى فرث رائق.
2. الاستخلاص من بين الفرث :

تقوم الخملات في الأمعاء الدقيقة بامتصاص المــواد الغذائيـة المحللة بعـدة  طرق، وتصل هذه المواد إلى داخل الأوعية الدموية الصغيرة الواقعة تحت النسيج الطلائي ، ومنها إلى الأوعية الدموية الأكبر، فتدخل في تيار الدورة الدموية.

3. الاستخلاص من بين الدم :

ثم يقوم الدم بنقل هذه المواد الغذائية إلى جميع خلايا الجسم والتي منها خلايا الضروع التي يتم فيها امتصاص مكونات اللبن من بين الدم.

4. تصنيع اللبن في الضرع :

والضرع مدينة صناعية يتكون من فصوص، وكل فص يتكون من عدد من الفصيصات، وكل فصيص يحتوي ما بين 150-220 حويصلة مجهرية، والحويصلة المجهرية عبارة عن تركيب يشبه الكيس حيث يصنع اللبن ويفرز. وكل حويصلة تعد وحدة صناعية مستقلة متكونة من تجويف لجمع اللبن محاط بطبقة واحدة من الخلايا الطلائية (الظهارية)، وكل خلية في هذه الوحدة الصناعية وحدة متكاملة قائمة بذاتها تحول ما بداخل جوفها من مواد أولية قادمة من الدم إلى قطيرة لبن تفرز في ذلك التجويف.

إن الخلية الطلائية (الظهارية) اللبنية هي التي يجعل الله داخلها جميع عمليات تصنيع اللبن بمكوناته المختلفة، فتصل المكونات الأساسية للبن إلى الغشاء القاعدي للخلية اللبنية، فيأخذ كل مكون طريقه عبرها ليصل إلى القسم المناسب داخل الخلية حيث تجري عليه العمليات التي قدرها عالم السر وأخفى –سبحانه-، فيخرج من الجهة العليا للخلية مادة جديدة تشكل مع المواد الأخرى الناتجة لبناً سائغاً للشاربين. فتعال معنا نتتبع مسار كل مادة وردت من الدم، وما يحصل لها في رحلتها عبر الخلية اللبنية.

يبين الشكل آليات انتقال مكونات اللبن من الشعيرات الدموية عبر الخلية اللبنية إلى تجويف الحويصلة بعد تعرض قسم منها إلى معالجات تحولها إلى مواد مناسبة لتركيب اللبن، وانتقال قسم آخر دون تغيير عبر الخلية أو عبر مسالك بين الخلايا اللبنية.

1. الأحماض الأمينية : تنطلق الأحماض الأمينية التي جاءت من الدم، وتتوجه إلى القسم المناسب من المصنع، وهو الرايبوسومات المتعددة المنتشرة على الشبكة الإندوبلازمية الخشنة. وهناك ترتبط معاً لتكوين البروتينات، ثم تصب في تجويف الحويصلة. وهكذا توفرت                     مكونات اللبن من البروتينات.

2. سكر اللبن (اللاكتوز) : يدخل سكر الجلوكوز القادم من الدم الخلية، فيتحول بعضه إلى جالاكتوز، ويدخلان معاً جهاز جولجي ليتعرضا لتفاعلات تؤدي إلى تكوين (سكر اللبن) (اللاكتوز)، وهو مادة مهمة من مكونات اللبن.

وينضم سكر اللبن والماء إلى البروتينات بانتظار مكونات أخرى مهمة ومنها الدهون.

3. الدهون : تستقبل الخلايا الطلائية الأحماض الدهنية الجاهزة والجليسيرول، القادمة من الدم لتشكل مادة دهنية في الشبكه الأندوبلازمية التي يخرج منها الدهن عندئذ في صورة قطيرات دهنية صغيرة تتجمع لتشكل قطيرة أكبر فأكبر تتجه نحو الغشاء العلوي للخلية حتى إذا ما وصلته هداها ربها للاندفاع بقوة للالتحاق بمكونات اللبن السابقة.

4. الأجسام المضادة : تأتي الأجسام المضادة 
من الدم عبر الغشاء القاعدي الجانبي للخلية
 اللبنية، ثم تحملها حويصلات النقل (ناقلات) عبر الخلية لتصل إلى السطح الداخلي للغشاء العلوي للخلية، فتطرح هذه الأجسام المضادة المناعية في تجويف الحويصلة دون أن تتعرض هذه الأجسام لشئ مما تعرضت له المكونات الأخرى من معالجة وتغيير.
5. مكونات أخرى: مثل الماء وكريات الدم البيضاء، وبعض الأيونات والأملاح حيث تشق طريقها إلى تجويف الحويصلة عبر مسالك ضيقة بين الخلايا.
الغدد الثديية التي تقوم باستخلاص اللبن من مكونات الفرث الذي صب في الدم ، ومن مكونات الدم الأخرى الثابتة فيه كبروتينات المناعة وبعض الإنزيمات والمركبات الكيميائية التي تتألف في الدم، ثم تقوم بتجهيزه وإضافة بعض المواد  إليه ؛ كسكر اللبن. وهكذا تنتهي الرحلة المقدرة بأمر الله لمكونات اللبن.

وجه الإعجاز:

ما كان أحد يعلم قبل اكتشاف أجهزة التشريح في القرنين الماضيين أسرار ما يجري في الجهاز الهضمي عند الحيوان والإنسان ووظائف ذلك الجهاز المعقد وعلاقته بالدورة الدموية ومراحل تكون اللبن في بطون الأنعام.

فلما تكاملت صناعة الأجهزة والتجارب العلمية عبر قرون عرف الإنسان أن مكونات اللبن تستخلص بعد هضم الطعام من بين الفرث، وتجري مع مجرى الدم لتصل إلى الغدد اللبنية في ضروع الإناث التي تقوم باستخلاص مكونات اللبن من بين الدم دون أن يبقى أي آثار في اللبن من الفرث أو الدم، وتضاف إليه في حويصلات اللبن مادة سكر اللبن التي تجعله سائغاً للشاربين.

هذه الأسرار كانت محجوبة عن البشر، فلم يكتشفوها إلا بعد رحلة طويلة من التجارب والبحوث العلمية التي استغرقت قروناً واستعملت فيها أجهزة صنعت لأول مرة على أيدي الباحثين إذ لم يكن لها وجود عند البشر قبل ذلك. ولكن القرآن الكريم كشفها بأجمل عبارة وأوجز لفظ قبل ألف وأربعمائة عام، فمن علّم محمداً صلى الله عليه وسلم من بين سائر البشر في ذلك الزمن أسرار الجهاز الهضمي والجهاز الدوري ودقائق ما يجري في غدد اللبن إلا الذي يعلم السر في الأرض والسماء، ويعلم أسرار ما خلق من الكائنات؟، فيكون ذلك شاهداً على أن القرآن نزل بعلم الله وأن محمداً رسول الله. قال تعالى : ﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾النساء: 166.

المراجع                                                    Related references:
1. Watson, C.J. & Khaled, W.T. Mammary development in the embryo and adult: a journey of morphogenesis and commitment. Development 135, 995-1003 (2008).
2. Hens, J.R. & Wysolmerski, J.J. Key stages of mammary gland development: molecular mechanisms involved in the formation of the embryonic mammary gland. Breast Cancer Res 7, 220-4 (2005).
3. Sternlicht, M.D. Key stages in mammary gland development: the cues that regulate ductal branching morphogenesis. Breast Cancer Res 8, 201 (2006).
4. Sternlicht, M.D., Kouros-Mehr, H., Lu, P. & Werb, Z. Hormonal and local control of mammary branching morphogenesis. Differentiation 74, 365-81 (2006).
5. Fata, J.E., Werb, Z. & Bissell, M.J. Regulation of mammary gland branching morphogenesis by the extracellular matrix and its remodeling enzymes. Breast Cancer Res 6, 1-11 (2004).
6. Robinson, G.W., Hennighausen, L. & Johnson, P.F. Side-branching in the mammary gland: the progesterone-Wnt connection. Genes Dev 14, 889-94 (2000).
7. Brisken, C. et al. Essential function of Wnt-4 in mammary gland development downstream of progesterone signaling. Genes Dev 14, 650-4 (2000).
8. Streuli, C.H., Bailey, N. & Bissell, M.J. Control of mammary epithelial differentiation: basement membrane induces tissue-specific gene expression in the absence of cell-cell interaction and morphological polarity. J Cell Biol 115, 1383-95 (1991).
9. Zarzynska J, Motyl T.Apoptosis and autophagy in involuting bovine mammary gland. J Physiol Pharmacol. 2008 Dec;59 Suppl 9:275-88.
10.Potter, N.N. & J. H. Hotchkiss. (1995). Food Science. Fifth Edition. New York: Chapman & Hall. pp. 279-315.
---------------------------------------------------------------------------------

"تمام الرضاعة حولين"

قال تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾البقرة: 233، وقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾لقمان: 14، وقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾الأحقاف: 15، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾الطلاق6.

الدلالة النصية:


هذا النص كما يذكر الشوكاني فيه (هو خبر في معنى الأمر للدلالة على تحقق مضمونه، وجاء التأكيد على ذلك بلفظ كاملين، وأن ذلك هو التمام للرضاعة)، وبالتالي فإن فيه (تنبيهاً على تأكيده لأن لبنها –أي الأم- أولى بولدها من غيرها ليكون مغذاه وليداً من مغذاه جنيناً، فكان الأحق أن يرضعن أولادهن)، وبذلك نجد أن هذا النص يشير إلى أنه لا أصلح للصبي من لبن أمه، ولئن جاءت المدة (حولين) مؤكدة بلفظ (كاملين) في سياق ضرورة تحمل الأب نفقة الإعاشة والكسوة والإرضاع في حدود المعروف، فإنها جعلت أولوية الإرضاع لأم الوليد، وإلا أرضعته سواها بنفقة، والملاحظ هنا أن الآية لم يُلتفت فيها إلى ألبان الحيوان، لقوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ البقرة: 233.

الحقيقة العلمية:


تكاد البحوث العلمية في مجال تغذية الأطفال المولودين تجمع على أن الرضاعة هي الوسيلة الأنفع لهم على الإطلاق، حيث إنه قد ثبت حديثا أن اللبن البشري خاصة من الأم  لا يسبب أي حساسية للطفل؛ بينما قد تبلغ نسبة أمراض الحساسية في الرُضَّع نتيجة الرضاعة الصناعية بالألبان الحيوانية حوالي 30%، وقد تسبب تلك الألبان عسر هضم؛ فضلا عن عواقب إهمال تعقيم القارورة وما قد يؤدي إليه من نقص في التغذية أو الجفاف نتيجة الإسهال؛ والذي قد ينتهي بالوفاة، فوفق منظمة الصحة العالمية أكثر من مليون طفل يتوفون سنويا في العالم الثالث نتيجة أمراض الجهاز الهضمي والإسهال، وأكثر من تسعة ملايين طفل يصابون بنقص شديد في التغذية، وأغلب تلك الحالات ناتج عن استخدام الألبان الصناعية.

وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن لبن الأم خاصة اللبأ -الذي يفرز في الأيام الأولى-  يمد الطفل بحماية ضد عوامل بيئية تؤدي إلى تدمير خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، وأن الاعتماد على ألبان الأبقار يفقد الرضيع تلك الحماية، فيتعرض بنسبة أكبر من الرُّضَّع بألبان أمهاتهم للإصابة بداء السكري، ويعضد هذا الاستنتاج وجود أجسام مضادة بنسب مرتفعة لبروتين لبن البقر في دماء الأطفال المصابين بداء السكري بالمقارنة مع الأطفال غير المصابين بالمرض.

وقبل تكامل عمل الجهاز الهضمي يمكن لبروتين لبن الأبقار أن يمر بدون هضم من خلال حلمات الغشاء الداخلي الغير مكتمل، وعدم تمكن الإنزيمات من تكسيره بشكل كلي إلى أحماض أمينية مما يحفز على تكوين أجسام مناعية ضده، والمدهش أن تتواجد تلك الأجسام المناعية ضد لبن البقر بنسبة عالية في دماء الأطفال الذين تناولوه قبل عامين؛ بينما لا تتواجد في دماء الأطفال الذين تناولوا لبن البقر بعد عامين؛ مما يتفق تماماً مع تمام مدة الفطام التي حددها القرآن الكريم؛ فضلا على تكامل الأمعاء وتكامل المخ بعد اكتمال العامين بحيث يماثل في هيئته مخ الشخص البالغ علامة على التكامل العام.

ومن الجانب النفسي نجد أن إرضاع الأم لوليدها ينشئ علاقة خاصة بينهما تشبع رغبة الأمومة عند الأم وتشبع متطلبات الوليد، ومن الجانب العضوي فإن اللبن البشري هو الأنسب للوليد، وأن ألبان الحيوان قد تحمل شيئاً من الضرر، ولم يُلتفت كذلك إلى ألبان الحيوان واكتفى بالإرضاع البشري في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾الطلاق:6، وقد ثبت حديثا بالفعل أن البدائل مثل ألبان الأبقار قد تسبب ضرراً للرضيع، وأن الأنفع له هو المصدر البشري خاصة من الأم، وقد يبدأ الفطام مبكرا بثلاثة أشهر إذا اكتمل الحمل تسعة أشهر لقوله تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ الأحقاف: 15، ولكن تمام الفطام عند الاكتمال العضوي للرضيع مؤكد نصًّا على أنه عامين لقوله تعالى: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ لقمان: 14، وقد ثبت حديثا بالفعل أن ضرر ألبان الأبقار على الرضيع يخف حتى يتلاشى تماما باكتمال العامين مع اكتماله العضوي.

وجه الإعجاز:


بعد ثبوت ضرورة إرضاع الأمهات لأولادهن علمياً، ووضوح الفوائد النفسية والجسمية التي تحصل في ذلك الإرضاع، وأن تمام الفائدة من الإرضاع إنما يحصل باستيفاء عامين، يكون قد حصل تطابق تام بين دلالة النص القرآني الشريف مع تلك الحقيقة العلمية، وبذلك يتبدى لنا وجه آخر من وجوه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث لم يكن البشر على علم بتلك الحقيقة التي لم تُكتشف إلا في زمننا المعاصر.


Related References:                       المراجع

1-                       Borsch Nelson (1994); Text book of pediatric. 15th Ed.

2-                       Scand J. Immanuel (1998, Feb); 47, 2, 5-131.

3-                       Saukkonen et al., (1998); Dialectologies.  Jan., 4, 7, 8-72.

4-                       Gerstein H.( 1994);  Diabetes , Jan ,17, 1, 9-13

5-                       Autoimmunity (1994);  23, 74-165

6-                       Lucas  et al; (1992);  Lancet; 59, 722-730


7-                       Pettit et al; ( 1997) Lancet; 16-168
------------------------------------------------------------------------

0 تعليق على موضوع "الأعجاز العلمى "


الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:a01:
:b02:
:c03:
:d04:
:e05:
:f06:
:g07:
:h08: